• ١ أيار/مايو ٢٠٢٤ | ٢٢ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

في العمل الفوتوغرافي «الأثر»

عايدة الربيعي

في العمل الفوتوغرافي «الأثر»

السيمولوجيا في فن الديجتال عند الفنان

تفكيك العمل:

العمل مثلَّ شكلاً في المجال البصري. عبارة عن شكل لمجموعة آثار لأحذية اختلفت في مساراتها على مساحة رملية، اقتنص الفنان من خلال الكاميرا مبتكراً شكلاً لمنظر يجسد من خلاله حركة الدخول والخروج على بقعة جغرافية واحدة، يظهر النحت الطبيعي لخطوط تلك الأقدام بلونها الطبيعي - لون الرمل- معتمداً الكاميرا (التصوير الفوتوغرافي). ظهرت الصورة من خلال عدد من الآثار لحركات مختلفة الشكل والإتجاه والحجم وبلا تدخل يد الفنان في ذلك.. ما أحدثه الشكل العام للصورة من إثارة الإحساس من التأثير الدرامي عبّر عن تناغم تعلق بالارتياح البصري وحقق تكوين فيه دينامية مثيرة عند المتلقي.

الدلالة والمعنى:

العمل يمثل أحد أنواع الطاقة التي تحس بها العين، ينسب إلى نظرية الدال والمدلول وهذا سوف يسمح باستخلاص أشياء متعلقة باتجاهات فكرية تأملية.. (الرمل وأثر حركة الأحذية) عنصران استعملا في تكوين عمل فني للإشارة إلى دلالة من دلالات الثابت والمتحرك لإثارة الإحساس بالعمل الفني. تتشكل صورة الأثر من مجموعة لطبع شكل الخف من الأحذية وليس صوراً حقيقية لأقدام الناس تحول فيها إلى معنى الزوال، على الرمل وليس مادة صلبة أخرى، وهي استعارة للحركة (الرمل) هو مادة متحركة بمجرد تعرضها لأي ريح يختفي الأثر المرسوم فوقها، حركة الدخول والخروج والاتجاه المختلف مثلَّ (دخول الغرباء على أرض العراق) من كلِّ حدب وصوب، المساحة المفتوحة لشكل الرمل يمثل انعدام الحد الفاصل، يعني غياب السيادة بسبب تداعيات الحرب، الصورة لم تحد بإطار أو أي حدود أخرى بل تركت مفتوحة للتأكيد على معنى: لا وجود للحدود السياسية على هذه البقعة، لا وجود  للخط الفاصل limit  الذي تبدأ أو تنتهي عنده أقاليم لدول متجاورة الحدود (فواصل بين أقاليم مختلفة هي دول في غالبيتها) وتأتي أهميتها من حيث أنها تشكل الحد الذي تبدأ فيه سيادة دولة على إقليمها، وتستطيع من خلاله ممارسة سلطاتها عليه، ومن ورائه تنتهي هذه السيادة أو هذه السلطات، كانت الحرب من أسبابها منذ 2003 ..

 للدخول آثر زائل من خلال مرموز الرمل (الرمال متحركة وليس ثابت) على أرض العراق الثابت يعني لو كانت الصورة ملتقطة على مساحة من الطين أو أي جسم مادي آخر له (يمثل الثابت) وهو العراق لبقي الأثر ثابتاً على أرض الرافدين، ولكن مدلول الرمل هو الزوال والانتهاء، العمل دخلنا في إشكالية الهوية... كيف نميز الإنسان من بين آثار الآخرين حتى نعرف أولاً هذا الأثر لرجل وهذه امرأة هذا عدو أو صديق ثم هو أوهي إلى ما ينتمي... في علم الاجتماع كانوا يعتمدون على علم البايولوجي... أي الشكل الخارجي والهيئة في التعرف على الناس وحركاتهم وتصرفاتهم دون حاجة إلى إحضارها في شكلها المادي والتقيد به، تجاوز العمل بالرمز الوجود المادي حيث يقول سوسير: " بقدر مايتقدم النشاط الرمزي بقدر ما يتراجع الواقع المادي" حسب السيمولوجيا Semiology  (العلامات الدالة).

إعادة تركيبه:

في الإشارات واللغة المستخدمة تعبيرية عالية في الدال والمدلول، الثابت والمتحرك ،الزائل والباقي

طبع الأحذية:  الأثر- رمز – التدخل أو الدخول

الرمل:  الزوال – المتحرك-  الحرب وتداعياتها

العمل غير مؤطر بحد:  الحدود المفتوحة  لا سيادة - إشارة

الاتجاهات المختلفة: تعدد الجنسيات - مؤشر

 هنا تحول النص البصري إلى مقروء نقاشي. أثر الحروب والتدخل في شئون الدول يزول بإزالة الأثر ، لاشيء يبقى إلا الأصل يبقى العراق وهم يرحلون ويزول تأثيرهم مع خروجهم.

 

ارسال التعليق

Top